ثلاث قصص قصيرة جداً - انريكي اندرسون امبرت
السجين عندما أُلقيَ لويس أوغوستو بيانكي في الزنزانة، استغرق بضعة أيام حتى اكتشف أن بمقدوره التحلل إلى هواء والهرب مثل نسمةٍ بين القضبان ثم استعادة جسده في الجانب الآخر، والتسكع في الطرقات مزاولاً حياته كالعادة. كان ثمة عائق وحيد يتمثل في الحراس الذين يقومون بتفتيش الزنزانة. كان على بيانكي أن يترك كل شيء ويعود في طرفة عين محافظاً على صورة السجين. تلك مسألة ضمير! فلو تغافل السجانون لأصبح بيانكي حراً في الحقيقة. كان قد أعد جدولاً زمنياً لجولات الحراس حتى يتمكن من التسكع في المدينة خلال الساعات الأكثر - أو حتى الأقل - أماناً بلا خوفٍ من المقاطعة. كان بوده لو قضى الليل بطوله في الخارج على الرغم من كونهم قد اعتادوا على القيام بجولات مفاجئة في السجن. فقد اضطر أكثر من مرة إلى التحلل من ذراعي امرأة ما إن يشعر بهم وهم يفتحون الزنزانة. لم يكن راضياً على الإطلاق. أخذ يتخلى شيئاً فشيئاً عن قدرته على التبخر وآثر في النهاية البقاء في السجن. غيرة صَحَتْ إيليسا وهي تتعذب من الغيرة، كانت تحلم أن زوجها يغازل امرأةً أخرى، وما عذبها مثل شوكةٍ لعينة أنه إذا تجاسر على فعل ذلك في حلمها فما