المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٦

تأملات اندريس نيومان في كتابة القصص القصيرة *

صورة
- الصوت هو من يقرر الحدث لا العكس. - القصص الدائرية تماماً تطوق القارئ فلا تسمح له بالخروج كما لا تسمح له بالدخول أيضاً. - ليس للقصة القصيرة جوهر، فقط بعض العادات. - كل قصة قصيرة تنتهي في الوقت الصحيح يمكنها أن تبدأ مرةً أخرى بشكلٍ مختلف. - الانفعالات المنضبطة تفضي إلى السحر أما تلك المنفلتة فلا تصنع غير الألاعيب. - في السطور الأولى تكون حياة القصة على حافة الخطر وتُبعث من جديد في السطور الأخيرة. - تظهر الشخصيات في القصة بعفوية، تمر بجانبنا وتمضي في سبيلها. - كتابة قصة قصيرة أشبه بالقدرة على الاحتفاظ بالسرّ. - تُحكى القصص بصيغة الماضي ولكنها تحدث الآن دائماً. - المبالغة في تعقيد الأحداث المتناقضة تصيب القصة القصيرة بالأنيميا وقد تخنقها حتى الموت. - في القصة القصيرة، يمكن للدقيقة أن تكون لا نهائية كما يمكن للأبد أن يطوى في دقيقة. - السرد يشبه الغواية: إياك أن تشبع فضول القارئ بالكامل. - المراجعة تعني الاختصار. - إذا أخفقت في إثارة المشاعر، لا بد أنك أخفقت في كتابة القصة. - تعرف القصة القصيرة متى يجب أن تنتهي وتُبدي التزامها بذلك. عادةً ما تنتهي قبل زمنٍ طويل من خيلاء القاص. - لا

الرجل الذي اعتاد أن يقول له الناس: لا - جيورجيو مانقانيللي

صورة
ينتظر الشاب أن تضيء إشارة المشاة ليقطع الشارع في طريقه إلى منزل امرأةٍ ينوي التقدم لها، راجياً أن يُرفض. لطالما كان جيداً في دفع الناس إلى قول " لا " وفي العيش عموماً في محيط رفضٍ دائم. وعندما يُقبل عرضه في حالاتٍ قليلة، يبدو قادراً على إثارة فوضى مروعة. من حيث المبدأ، كان يتوقف عن لقاء امرأةٍ أجابت ب " نعم ". في الحقيقة، لم يكن حتى يحب تلك المرأة التي ينوي بطريقةٍ ما أن يعرض عليها الزواج، ولكنه يفترض بأنها تتوقع منه ذلك، وليس بمقدوره أن يعصي رغبة امرأةٍ - وإن أخفتها على نحوٍ صارم - لا ينكر إعجابه بها. هل كان ذلك الشاب، الذي من الممكن أن يعشق تلك المرأة، سينفر بشكلٍ أقل فيما لو قالت " نعم ". هو يفترض بطريقةٍ ذكوريةٍ وصريحة - وإن لم تسنح له الفرصة لتجربة تلك الطريقة الذكورية والصريحة - ولكنه في الحقيقة وبشكلٍ غير طائش على يقينٍ بأن النهاية ستكون على أية حال " لا "، وبأنه يجب على تلك المرأة أن تتمرن على حقها في الرفض، بالإضافة إلى رغبته الواضحة في أن يكون الجواب " لا " لترضي معاً - رغبة المرأة ورغبته الأكثر حميمة في أن يقال بأنه ل

الملابس ـ أندريس نيومان

صورة
" كان أرستيدس معتاداً على الذهاب عارياً إلى العمل. وكنا نحسده جميعاً، ليس على جسده فلم يكن مثيراً للإعجاب، ولكن على تلك الثقة، وقبل أن نتمكن من الضحك كان يرمق ملابسنا موبخاً ثم يدير لنا ظهره ومؤخرته الشاحبة والخالية من الشعر. " هذا الأمر لا يطاق " زمجر رئيس الإدارة عندما شاهده للمرة الأولى يتجول عارياً في الممر. فما كان من أرستيدس إلا أن أيّده بقوله: " فعلاً، فالجميع هنا يتأنقون بشكلٍ مروّع". ونظراً لكوننا في الربيع افترضنا بأن الوضع لن يدوم حتى مطلع الخريف وبأن الطقس في النهاية سيعيد الأمور إلى نصابها. وفي نوفمبر، جرت الأنهار وعادت الأمطار إلى المجارير، والسحالي إلى المستنقعات ولكن شيئاً لم يتغير في أرستيدس بخلاف ارتعاشة أكتافه الخفيفة كلما انتهينا من العمل وخرجنا إلى الشارع. " لم أسمع بمثل هذا "، صاح رئيس الإدارة متدثراً بمعطفه المطري فأجابه أرستيدس بشكلٍ مرتجل: " فعلاً، فلم تثلج بعد". وبمرور الوقت، حلّ التقديس بطريقةٍ بطولية مكان التمتمة. كان الكل راغباً في التسكع مثل أرستيدس، أن نمشي مثلما يمشي وأن نكون مثله بالضبط. و

ترجمة مقتطفات من رواية اندريس نيومان.

صورة
" .. أولئك الذين يعيشون بلا أطفال يعتقدون بأنهم يمتصونك حتى الجفاف - وهذا ما يفعله الأطفال حقاً، أقسم على ذلك - ولكنهم لا يدركون بأن تلك الطاقة التي يكرعها الأطفال مثلما يكرعون الماء من الحافظة نسرقها منهم بالمقدار ذاته تماماً. الأمر شبيه جداً بالدائرة الكهربائية. أشعر أحياناً بأن الأمومة ثقب أسود، مهما وضعت بداخله لا يكتفي أبداً، ولن تعرف أين ذهب كل ذلك. وفي أحيانٍ أخرى أشعر بأني مصاصة دماء تقتات على طفلها بالتهام حماسته لكي تتابع إيمانها بالحياة. ولكن الطفل أيضاً أشبه بصندوق إيداع، وإن بدا ذلك أنانياً. تستثمر فيه وقتك وتضحياتك وتوقعاتك آملاً أن يقرّ لك بالعرفان مستقبلاً. كنت قد تجادلت البارحة مع أختي حين قلت بالحرف: "الطفل عبارة عن استثمار." قالت بأنها فكرة مريعة، لا يمكن أن تُفهم الأمومة من خلال مصطلحاتٍ اقتصادية، ومهما يكن من أمر لا تقولي شيئاً من ذلك أمام ليتو. ولكني لا أرى الأمر بهذا السوء، فالأطفال أيضاً يضاربون بالحب، ويقضون حياتهم في إجراء حساباتٍ دنيوية: عندما أتصرف جيداً سأحصل على ذلك الشيء، وإذا ما تصرفت على نحوٍ سيء سينتزعونه مني، وإذا كنت لطيفا