فأر منزلي..
لم يكن أكثر من فأر، فأر منزلي، بشارب شبيه لكلارك غيبل. فأر وحيد يعيش في منزلك بلا خليلة. لا يتجول في البيت حتى تنعس وتغط في النوم أنت والأباجورة. يمدد عضلاته أخيراً، يجري بلا توقف لساعةٍ كاملة، يتعرف على الأقدام الدائرية والمربعة لكراسي الطاولة والمكتب. بالنظر إلى حجمه الصغير لو كان هذا الفأر رجلاً لما عرف عن مفاتن المرأة أكثر من الساقين. يستلقي على بطنه، يطفو على الباركيه، يغني بصوتٍ منخفض أو في سريرته خوفاً من أن يثير الانتباه. لا يكلفك الكثير. فتات من الخشب كل يوم، وبعض الحبوب والألياف في الأعياد ورأس السنة. غير أن السعادة لا تدوم، ليالي من المغص الحاد تتلوها حالات إسهال فينسى المسكين نفسه ويتغوط في الممر مثل طفل. مجللاً بالعار، يفرّ إلى مخبأه. تصحو فتلفت نظرك هذه الخيوط البنية. تدرك في الحال أن فأراً نجساً يشاركك منزلك الذي تدفع لوحدك إيجاره السنوي. تبدأ في نصب الفخاخ، الطماطم والجبنة الهنغارية والقشقوان والموزاريلا والحلوم وحتى التونة. يستغرب هذه الحفاوة وتلك الوليمة الضخمة التي لم يشهدها أي فردٍ من عائلته. ولأنه ليس أبلهاً لن يأكل منها، ولأنك لست صبوراً لن تنتظر أكثر من نصف ساع