أربع قصص قصيرة جداً للأرجنتيني انريكي اندرسون إمبرت*
-١- تندم الزمن بشدّة عند ما رأى ما فعله بذلك المسكين : مغطى بالتجاعيد، بلا أسنان، يشكو الروماتيزم، شاب شعره وانحنى ظهره . قرر أن يساعده بطريقةٍ ما فمرر يده على كل ما في ذلك المنزل : الأثاث والكتب واللوحات والأطباق ... ومنذ ذلك الوقت صار بمقدور العجوز أن يعيش، ما تبقى من حياته، على بيع ممتلكاته بأثمانٍ باهظة، تلك الممتلكات التي صارت الآن أنتيكات نادرة. -٢- عدت إلى البيت في ساعات الفجر الأولى، مثقلاً بالنعاس والتعب . وعندما دخلت كان الظلام دامساً، وكي لا أوقظ أحداً مشيت بحذر حتى الدرج الحلزوني الذي يقود إلى غرفتي . وما إن وضعت قدمي بصعوبة على الدرج حتى تساءلتُ ما إذا كان هذا البيت بيتي أم بيتاً آخر يشبهه . كلما صعدت خشيت أن يكون ذلك الولد الآخر - قد يكون مثلي تماماً - نائماً في غرفتي، ربما كان يحلم بي، وأنا أصعد الدرج الحلزوني بهذه الطريقة . وصلتْ، فتحت الباب فوجدته هناك، أو لعله كان أنا، الغرفة مضاءة بنور القمر . جالساً بعينين متسعت