كانت تعيسة - خوان خوسيه ميّاس
عندما كنت صغيرة، في سنوات طفولتي المبكرة تحديداً، أدركت بأن البشر يمتلكون موهبة الشقاء أكثر من امتلاكهم موهبة السعادة. لذا كان يروق لي منظر الرجال والنساء وهم يكافحون في شبابهم لبناء مستقبلٍ سعيد. وعندما يأتي المستقبل بكل عفوية يكون خالياً من البهجة وغنياً بالبؤس، مما يجعلهم يسقطون في كآبةٍ عميقة، وبما أنهم قد هيّئوا أنفسهم للسعادة لم يعد بوسعهم التعامل مع الشقاء. كان والداي تعيسين جداً، لا يتبادلان أي عاطفة على الإطلاق، ويتجادلان طوال الوقت حول الأمور التافهة. لا زالت بعض مشاجراتهما محفورة في ذاكرتي. "يوماً ما سأقتل نفسي." كانت والدتي تقولها مسحوقةً تحت وطأة المشاكل العائلية وبكاء أخويّ الصغيرين. "حسناً، أخبريني في أي يوم؟" وتابع بكل ازدراء "في الأسبوع القادم عندي رحلة عمل وسأكون بعيداً عن المنزل ابتداءً من يوم الاثنين حتى الخميس." "لقد أنهكَتني تلبية حاجاتك، سأختار اليوم الذي يلائمني ولا يمكنك التكهن به". "لماذا لا يكون الجمعة؟ عندما تزورنا والدتك فتعتني بالأطفال." "أكره أن تسدي لي والدتي معروفاً."