وداعاً أيتها البويضة - غابرييلا وينر
في هذه اللحظة تحديداً ينمو طفلي في أحشاء امرأةٍ مجهولة. لا بد من طريقةٍ أخرى للحديث عنه. إنه ليس طفلي في العُرف، وإن حَمَلَ كل معلوماتي الوراثية. أسماه الأطباء "بويضة" بينما كنت أمضي في إجراءات التبرع. آخر ما سمعته عن البويضة إنها قد تحولت إلى جنين بعدما التفّت في أنبوب اختبار مع السائل المنوي لرجلٍ لن أنام معه أبداً، زوج المرأة المجهولة، أو ربما ليس زوجها. ثم نصبت البويضة مخيماً بداخل تلك المرأة المجهولة، حيث المكان قطعاً دافئ ومريح. قبل نصف سنة تقريباً، ذهبتُ لأتبرع لإحدى العيادات الخاصة للمساعدة على الإنجاب في برشلونة، متبعةً تعليمات النسوة اللاتي التقيتهن لكتابة مقال حول التبرع بالبويضات. كنّ جميعاً شابات من أمريكا اللاتينية مثلي. قدِمن للدراسة في أسبانيا، وعمِلن في وظائف مؤقتة، نادلات أو في توزيع المنشورات. وقد علِم أكثرهن عن التبرع عبر الملصقات التي راحت تعلقها العيادات في أكثر من جامعة لجذب المتعلمات، وأغوتهنّ التسعمائة يورو الجذابة التي كُتِبتْ باللون الأحمر أسفل الملصق. قررتُ أن أخضع لإجراءات التبرع، وهكذا قصدت عيادةً في حيٍّ راقٍ وفخم. ما إن لمحتني الطبيبة حتى صافحت