القسّ بيركلي أو ماريانا الكون ـ ليليانا هيكر
"كم تبقى من الوقت لتعود أمي إلى البيت؟" كانت تلك المرة الرابعة التي تطرح ماريانا ذلك السؤال. في المرة الأولى أجابت شقيقتها لوسيا بأنها ستعود بعد قليل، وفي الثانية تذمرت: كيف من الممكن أن تعلم متى ستعود إلى البيت، وفي الثالثة التزمت الصمت واكتفت برفع حاجبيها والتحديق في ماريانا. أدركت ماريانا أن الأمور لا تسير بشكلٍ جيد وعليها أن تتوقف عن طرح المزيد من الأسئلة. على أية حال، سألت نفسها: لماذا أريد أن تعود والدتي ما دمت هنا مع لوسيا؟ ثم صححت لنفسها: لماذا أرغب بعودة أمي ما دمت هنا مع شقيقتي الكبرى؟أغمضت عينيها متأثرةً بشدة إزاء تلك الفكرة. الأخوات الكبيرات يعتنين بأخواتهنّ الصغار، قالتها كما لو أنها تلقي قصيدة. يالهُ من حظ أن يحظى المرء بأختٍ كبيرة. لوسيا بجناحين كبيرين للملاك الحارس تحوم لثانيةٍ فوق رأس ماريانا. وفي طرفة عين تستبدل تلك الصورة المجنحة بأخرى لطالما راودتها عندما تغادر الأم وتتركهما لوحدهما: لوسيا بعينين نافرتين خارج محجريها تصوب مسدساً نحوها. وبدون مسدس في بعض الأحيان، تنقضّ بأظافرها في محاولةٍ لاقتلاع عيون ماريا أو خنقها. والسبب نفسه دائماً: لقد جُنّت ل