من أحلام عبدالقادر وساط..
رأى الشاعر والقاص عبدالقادر وساط، فيما يرى النائم، أن آلاف الرسائل تحيط به واقفةً من كل جانب مثل سكارى في زقاق. ولما كان ينوي الخروج من مقر جريدة الاتحاد الاشتراكي، أزاح بعضها بما يسمح لجسده بالمرور، وفي هذه الأثناء انتبه إلى أن الرسائل تخلو من اسم المرسل ومدينته. فض إحدى الرسائل وأخذ يتمعنها طويلا، ثم فض رسالةً أخرى وثالثة وهكذا حتى بلغ الرسالة العاشرة ثم توقف. صار من السهل عليه أن يخمن ما تقوله بقية الرسائل إذ كان أغلبها لا يتجاوز سطرا واحدا، بل هو السطر نفسه في كل رسالة، حتى الرسائل الطويلة لا تعدو أن تكرر ذلك السطر: "بَلينا وما تبلى النجوم الطوالع". وحين خرج إلى زنقة الأمير عبدالقادر لم يجد الزنقة ولا الأمير. هالهُ أن رأى فوق كل حبة رمل ناطحة سحاب. أغمض عينيه فعادت الزنقة واختفت ناطحات السحاب، لكن الناس راحوا يسيرون عبر الجدران، بل ويعلقون الصور في الهواء فكأنهم يقيمون في قصيدة لنيرودا لا في الدار البيضاء. أسلم نفسه لقدميه كما يسلم الفارس الجريح نفسه لجواده الأصيل فيحمله إلى البيت. حملت قدما عبدالقادر، من تلقاء نفسها، سي عبدالقادر إلى الكاردينال، ولم