المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

الكلام بصوتٍ خافت

صورة
  غمزة الغمزة برقية إعجاب عاجلة. تُقرأ بلا كلمات وتُحرق في الوقت نفسه مثلما تُحرق الرسائل التي تهدد حياة حاملها. نبضة كهربائية تصعد من القلب إلى العين ثم إلى العين المقابلة لتنحدر في القلب فينبض مرتين. مزيجٌ من رمية حرة لكرة سلة وسقوط طفل من السطح إلى شبكة الإنقاذ التي يمسكها الجيران. غمزة واحدة فقط، ذلك أنها ابنة الحذر والزحام. عين مفتوحة وأخرى مغمضة. الثنائي الكلاسيكي؛ صانع اللعب والهداف، القبلة والشفتان، الأعمى والعصا، اللص وشريكه المراقب، الجندي ورفيقه الذي لا بد أن يغطي حركته تحت وابل من الرصاص. إن إخفاق أحدهما يؤدي بالضرورة إلى فشل الآخر. والغمزة لا تُردّ بالغمزة! إنما يفعلها المهربون بكشافاتهم على متن زورقين سريعين في عرض البحر، أو بأنوار شاحنتين رابضتين في شارع جانبي معتم. لكنها تُردّ برعشة صغيرة في زاوية الفم. لو فُحِصت بالمجهر لرأينا الضحكة الواسعة وسمعناها أيضا. تلويحة عناقٌ ثم نظراتٌ دامعة ثم تنطلق صافرة الرحيل. تتشبث المرأة بالرجل وتستبقيه قليلاً، وحين يتململ تفلته فيركض للحاق بالقطار أو الباخرة. يركب في اللحظة الأخيرة وحين يلتفت يجدها تلوِّح بيدها فيردّ التلويحة ويغيب...