في مديح التنورة القصيرة..
كانت أول محاولة طيران ناجحة لتنورة في ٢٠١٢، في العام الذي تنبأت فيه المايا بنهاية العالم، وقد صدقت النبوءة هذه المرة ومات أبي. سافرت بعدها إلى مدريد، وأقمتُ في أحد فنادق غران فيا، خلفي ساحة باب الشمس وليس بعيدًا عني مثلث البرادو. أمشي في الساحة فأجد مبنى حكومي أحمر، ربما كان البرلمان أو البلدية، وفي الطريق تستوقفني البغايا من الصباح الباكر فأرد بالجملة الإسبانية الوحيدة التي أعرفها: "نو انتينديو" أي لا أفهم، فيجربنَ الحديث معي بلغةٍ أخرى لأعيد لهم تلك الجملة مرةً أخرى حتى انتبهت إحداهن فقالت بالعربية وهي تعلك مثل زينات صدقي: "يا حبيبي" فضحكتُ مرددًا: "نو انتينديو". أنعطف إلى اليمين فأصل إلى بلازا مايور أو إلى اليسار فأجد مبنى مهيبًا بأعمدةٍ أغريقية. أخمن أنه للقضاء، وأتذكر الجار الجديد الذي نصب في واجهة بيته عمودين كبيرين مثل هذه الأعمدة. لا أدري كيف يعيش الأبناء في بيتٍ له شكل محكمة. أتخيل الأب ينتظر أطفاله في الظهيرة، ممسكًا بالمصحف، وما إن ينزلون بحقائبهم الملونة من باص المدرسة حتى يجعلهم يقسمون على قول الحق ولا شيء غير الحق. طارت
تعليقات
إرسال تعليق