تحول - عبدالله ناصر



أيقظ زوجته في الثالثة صباحاً وصارحها قائلاً إنه يرغب في تغيير جنسه. قالت دون أن تفتح عينيها إنها هي أيضاً ترغب في تغيير جنسها، ولكن ليس الآن، ربما غداً أو بعده. دسّت رأسها بين وسادتين وعادت إلى النوم، متى كانت تنام بهذه الطريقة؟ تذكر أنها هي من باتت تعتليه مؤخراً، لم يعترض آنذاك، بل لقد استحسن الفكرة، المنظر يبدو بديعاً من الأسفل كالوقوف تحت جبلٍ أو معبد. ولكن هل تفكر حقاً في التحول؟ لا. لا بد أنها تسخر كعادتها. لعل هذا بالتحديد ما أوقعه في غرامها. حسها الساخر من كل شيء، كانت تسخر حتى من نفسها، وإن لم يغفر لها أبداً سخريتها منه. تخيّلَ تجويفاً صغيراً مكان شيئه فتعوذ من الفكرة، وراحت يده لا إرادياً تفتش هناك، فوجده لحسن الحظ مربوطاً بشكلٍ جيد. لو أنها فقط لم تنم لأخبرها أن الأمر ليس كما تتصور لأنه يود في الحقيقة أن يتحول إلى ثعلب، لطالما راودته تلك الأمنية. وفي كل حلم، بل حتى في الكوابيس، كان يرى نفسه ثعلباً يلهو في البرية وفي لحظات الصحو الأولى يكاد يلمس فروه الناعم. ثعلب أحمر لا رمادي، الرمادي قاطع طريق، وقطاع الطرق كما هو معلوم ينتهي بهم الأمر إما بطلقةٍ في الظهر كما حدث لجيسي جيمس أو ب ١٦٧ رصاصة كما حدث لبوني وكلايد. أعدّ القهوة في الصباح وأتى بها إلى زوجته لأول مرة، صادف أنه كان يجرب مريلة المطبخ، التمعت عيناها وحالما استدار صفعت مؤخرته وهي تضحك بلا توقف.

تعليقات

  1. تبادل الأدوار في الحياة الزوجية ورفع الحياء من أهم عوامل استمراريتها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في مديح التنورة القصيرة..

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".