السيد خوارّوث - غونزالو تافاريز






-١-


كلما ذهب السيد خوارّوث للتسوق غمرته الدهشة من أشكال وألوان المنتجات المختلفة على الرفوف حتى ينتهي به الأمر بالوصول إلى الكاشير بسلّةٍ فارغة.
في الحقيقة، لقد اعتاد السيد خوارّوث الذهاب للتسوق لرؤية الأشياء لا لشرائها.
لم يكن يذهب من أجل مشترياتٍ مادية، بل بصرية.
ولأنهم كانوا قد اعتادوا بالفعل على طباعه، كان العاملون بالسوبرماركت كلما رأوه يدخل يقولون أحياناً:" سيد خوارّوث، لقد وصلت بعض المنتجات الجديدة، هناك في الرف الأخير لذلك الممر."
وبعد أن يشكرهم على تلك المعلومة يحثّ خطاه متلهفاً في الاتجاه الذي أشاروا إليه.




-٢-

كان السيد خواروث يتردد في حمل كوب قهوته لأنه لا يجد بُداً من التفكير بأننا لا نمسك بأيدينا الأشياء بل هي من تمسك بأيدينا، وهذه الحقيقة كانت تكدره لكونه لم يستطع تقبّل أن كوباً بسيطاً يقبض يده مثلما يقبض عريس أرعن على الأصابع الخجولة للعروس.
وهكذا بدلاً من الإمساك بكوبه، كان السيد خواروث يقضي دقائق طويلة محدقاً إليه بعدائية، ثم يشكو من قهوته الباردة.


-٣-

كان السيد خوارّوث يُصِر على حجز دُرجٍ في بيته ليحفظ فيه الفراغ. بل لقد اعتاد أن يردد عبارةً غريبةً جداً: " أريد أن أملأ هذا الدُرج بالفراغ." 

وجدت السيدة خوارّوث بالطبع مساحةً صغيرةً تتزايد في بيتها فاحتجت لما كانت تشعر بأنه استخدام مريع لذلك المتر المربع.

وحتى يطمئن إلى أن دُرجهُ خالٍ من الأشياء التي لا يريدها ولم يتحول إلى مجرد مستودع، كان السيد خوارّوث أحياناً يفتحه بغيظ ليُري زوجته كما يعرض أحدهم كنزاً ثميناً.
فتهتف زوجته: " الدُرج فارغٌ تماماً."
لكن السيد خوارّوث يهز رأسه مبدياً عدم موافقتها. " ليس فارغاً تماماً حتى الآن، ما تزال هناك بعض المساحة." فتدمدم السيدة خوارّوث بصبر مذعنةً لقدرها: " إذن فلننتظر شهراً آخر."*

* ترجمة عبدالله ناصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في مديح التنورة القصيرة..

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".