ست الحبايب..
في رأسي راديو قديم ماركة باناسونيك. لا أدري ما لونه، ربما كان أسود، فإذا كان كذلك فلا بد أنه يخص جدتي. كان ينام بجانبها مثل طفل، فإذا انشغل الجميع راحت تلكزه لينقل أخبار العالم. أدرتُ إبرة الراديو الذي في رأسي ريثما أنتهي من صنع القهوة. كانت فايزة أحمد تغني "آخد حبيبي أنا يمه" وتستحلف أمها ألا تقطف الوردة من قلبها. زعمتْ أن حبيبها هو من غرسها بنفسه، وهذا ما دفع الأم إلى الشك في ذلك البستاني الزائف. لقد انخدعت هي أيضًا من قبل حتى تعلمت أن وردة اليوم هي أفعى الغد. ما كانت لتنجو مرةً تلو أخرى لولا أن للقلب، كما هو شأن القطط، سبعة أرواح. ما إن يخفق القلب حتى يغدو قطة سمينة خرقاء ثم تكون النهاية التي نعرفها. لم أحب فايزة يومًا، بل لطالما استنكرت محبة الناس لها. ومع ذلك، لم أغير الإذاعة، فقد اعتراني الفضول لمعرفة ما سيحدث بين الأم وابنتها. تبين للأسف أن فايزة سرعان ما فقدت المتبقي من عقلها إذ راحت تغزل مثل بينلوبي طاقية لذلك الغريب. طالت لياليها فبدت مثل ليالي النابغة بطيئة الكواكب أو ليالي امرئ القيس التي شُدت فيها النجوم بحبالٍ إلى جبل يذبُل. وهكذا لطمتُ رأسي فل