المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

القسّ بيركلي أو ماريانا الكون ـ ليليانا هيكر

صورة
"كم تبقى من الوقت لتعود أمي إلى البيت؟" كانت تلك المرة الرابعة التي تطرح ماريانا ذلك السؤال. في المرة الأولى أجابت شقيقتها لوسيا بأنها ستعود بعد قليل، وفي الثانية تذمرت: كيف من الممكن أن تعلم متى ستعود إلى البيت، وفي الثالثة التزمت الصمت واكتفت برفع حاجبيها والتحديق في ماريانا. أدركت ماريانا أن الأمور لا تسير بشكلٍ جيد وعليها أن تتوقف عن طرح المزيد من الأسئلة. على أية حال، سألت نفسها: لماذا أريد أن تعود والدتي ما دمت هنا مع لوسيا؟ ثم صححت لنفسها: لماذا أرغب بعودة أمي ما دمت هنا مع شقيقتي الكبرى؟أغمضت عينيها متأثرةً بشدة إزاء تلك الفكرة. الأخوات الكبيرات يعتنين بأخواتهنّ الصغار، قالتها كما لو أنها تلقي قصيدة. يالهُ من حظ أن يحظى المرء بأختٍ كبيرة. لوسيا بجناحين كبيرين للملاك الحارس تحوم لثانيةٍ فوق رأس ماريانا. وفي طرفة عين تستبدل تلك الصورة المجنحة بأخرى لطالما راودتها عندما تغادر الأم وتتركهما لوحدهما: لوسيا بعينين نافرتين خارج محجريها تصوب مسدساً نحوها. وبدون مسدس في بعض الأحيان، تنقضّ بأظافرها في محاولةٍ لاقتلاع عيون ماريا أو خنقها. والسبب نفسه دائماً: لقد جُنّت ل

قصائد قصيرة - كارلوس دي أندرادي

صورة
-1- تعاني النباتات أيضاً لم لا؟ إذا كانت المعاناة هي ما يوحّد العالم تعاني الزهرة  عندما تلمسها يدٌ غافلة وفي رقتها العذبة شكوى خافتة والحجر المشلول يعاني إلى الأبد ونحن  - الحيوانات في الأصل - لا يجب حتى أن ندّعي  حق المعاناة حصرياً -2-  قبّلتُ يد الكاهن يد الرب يد الجنة قبّلتُ يد الخوف من الذهاب إلى الجحيم يد المغفرة لآثام الماضي والمستقبل يد الخلاص وعندما أرى الكاهن يمشي في الشارع أرى قدري يمشي بجانبه مظلماً مشؤوماً بشكلٍ نهائي لو لم أقبّل يد الكاهن

رحلة إلى البنكرياس ـ خوان خوسيه مياس

صورة
لطالما تلقيت من الطوائف الدينية التي باتت تتكاثر مثل المشروم، دعواتٍ لحضور اجتماعاتها بعد أن تداعت منزلة الأديان وسلطتها. لم أتمكن من تخمين الطريقة التي كانوا يتوصلون بها إلى عنواني البريدي، حتى ذاعت فضيحة بيع القوائم البريدية. وبدافعٍ من الفضول قررت الذهاب إلى إحدى هذه اللقاءات. وصلت متأخراً، فجلست برصانةٍ في المؤخرة، واستمعت إلى الواعظ الذي كان ينتقد بقسوة أولئك الذين يهدرون أموالهم في السفر إلى البلدان الأجنبية، بينما لا يعرفون شيئاً عن البنكرياس والقلب والأمعاء. كان يتسائل وهو يغلي : " لماذا أرغب في السفر إلى أفريقيا إذا كنتُ لم أقم بزيارة كبدي ولو لمرةٍ واحدة ".  وبالنظر إلى وجوه المستمعين وتعابيرهم، فقد كان يجادل بطريقةٍ عقلانية ومؤثرة. ثم سألت نفسي ما الذي يضمن أن يتفوق منظر الغروب في أفريقيا على جمال مغصٍ في القولون؟ تخيلت لوهلة أني نفذت إلى المرارة وهي تفرز العصارة الصفراوية وقد بدا المنظر أكثر إبداعاً من شلالات نياغارا. ولكن يبقى السؤال كيف نحجز رحلةً إلى البنكرياس حيث لا حاجة إلى التذاكر أو جواز السفر.   أجاب الواعظ على الفور، وطلب منّا أ