المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

رنا..

صورة
في الطريق إلى محافظة الخرج جنوب شرق الرياض. المسافة أقل من ١٠٠ كم ولو غنى محمد عبده لصارت ٥٠ كم. الطريق ينبسط مثل راحة يد، لا جبال ولا أودية، فقط بعض المنعرجات حتى لا يداهمنا النعاس.  يقود زميلي سيارة العمل وأحدق في النافذة مثل سجين. مصانع ومزارع ومحطات وقود ومدينة ألعاب مهجورة. "وتلفتت عيني فمُذ خفيتْ عنها الطلولُ تلفتَ القلبُ". كانت هذه الملاهي ومثيلاتها حلم الطفولة، كنا صغارًا حين حضّني ولد الجيران على سرقة أبوينا، قال مئة ريال تكفي، ولا أتذكر ما الذي منعني بالضبط. أهو الخوف أم تربية أبي أم جيوبه الخاوية. محدقًا في النخيل، تبدو نخلات الخرج، على غير العادة، قصيرات كأنهن بنات اليوم. ينبغي للرجل أن ينحني بشدة لملامستهن كما ينحني أمام الثلاجة لتناول الكولا من الرف السفلي. لقد كذب درويش حين جاملهن ولعله يحاسب الآن حسابًا عسيرا.  كتب أحدهم "رنا" على جدار بيت. كتبها أيضًا على سور مزرعة. رنا البستان والسكنى، أظنه كتبها على جدار مسجد ولم يلبث أن خاف فشطب اسمها وهو يستغفر. لا بد أن يحب الرجل رنا واحدة على الأقل في حياته فإن لم يجد فلا بأس لو أحب رشا.

قصة لكارن بلكسن

صورة
يحكى أن رباناً أطلق على سفينته اسم زوجته. في مقدمة السفينة، كان تمثال الزوجة منحوتاً ببراعة، مثلها تماماً، والشعر مطليًّا بالذهب. غير أن الزوجة كانت تغار من السفينة، تقول إنه يفكر في ذلك التمثال أكثر مما يفكر فيها. أنكر زوجها قائلاً: " أفكر فيها كثيراً لأنها تشبهك، لأنها أنتِ. ألا تبدو ساحرة ومثيرة؟ ألا ترقص على الأمواج كما كنتِ ترقصين في حفل زفافنا؟ حتى أنها بشكلٍ أو بآخر تبدو أكثر لطفاً منكِ. تمضي حيثما أقودها وتترك شعرها يتدلى حراً بينما ترفعينه تحت قبعتك. ولكنها تعطيني ظهرها، ولهذا كلما رغبتُ في قبلةٍ عدت إلى البيت في إلسينور". وفي إحدى المرات، حين كان الربان يحمّل السلع في ترانكبار. صادف أن ساعد ملكاً كبير السنّ، من أهل البلاد، في الفرار من بعض الخونة. وعندما افترقا أهداه الملك حجرين أزرقين ثمينين، فقام بوضعهما في وجه التمثال مثل زوجٍ من العيون. ولما عاد إلى موطنه أخبر زوجته بتلك المغامرة، قال: " والآن صارت لها عيناكِ الزرقاوان أيضاً. " فقالت: " كان من الأفضل لو أهديتني تلك الأحجار لأجعلها أقراطًا لي." رفض زوجها: " لا أستطيع أن أف