المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٣

حدائق السجن

صورة
بينما أقرأ "وجبة المساء" لأندريه ميكيل إذ توقفت في كتابه الذي دوّن فيه يوميات السجن عند سطرٍ يبدي فيه أسفه على عدم حفظ الكثير من الأشعار. كان المستعرب الفرنسي قد سُجِن ظلماً في القاهرة بتهمة التجسس، مطلع الستينات إبان القطيعة المصرية الفرنسية بسبب حرب استقلال الجزائر. لا أقرأ أدب السجون في العادة، ربما لأنني قرأت منه ما يكفي، أو ربما للسبب نفسه الذي يمنعني من مشاهدة أفلام الرعب؛ لأحمي مناماتي إذ طالما حاولت عبثاً أن أتقدم على اللاوعي بخطوة حتى أقطع الطريق على الكوابيس. أميل إلى أدب الهروب لو وجد مثل هذا الأدب. الهروب من السجن مثلما فعل الكونت مونت كريستو أو أي هروب آخر، وإن لم أعد حالماً منذ زمن فالهرب اليوم لا يعدو أكثر من فكرة سينمائية. أعادني ذلك السطر الذي يتحسر على قلة المحفوظات الشعرية إلى رواية لإري دي لوكا كنت قرأتها قبل سنتين. كان البطل ممتناً لقصائد دانتي التي أُرغِم على حفظها في المدرسة إذ ستظهر منفعتها العظيمة لاحقاً حين يُزجّ في السجن فيدرك حاجته إلى التمارين اللغوية قبل الرياضية. خطر في بالي حينئذ أن حفظ القصائد ادخار عظيم على المديين القصير والطويل. الخطة الأسا