المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢١

سلوا قلبي

صورة
أتذكر الآن ما قلته في زمنٍ بعيد عن الدموع وقطاراتها التي لا تحملني إلى الوجهة التي أريد. ومع ذلك كنت قد ركبتها بالطبع غير مرة، إذ كان فيها على الدوام مقعد شاغر. لكنني أعجز عن تذكر آخر قطارات البكاء، ولولا الخوف من المبالغة لقلت إنه قطار قديم جداً حتى أنه كان يعمل بالفحم. كبرت قليلاً فقرأت السيرة الشهيرة "قدمي اليسرى" لكرستي براون وقد عاش حياته مشلولاً مثل حجر، حتى آنَسَ حركةً في قدمه اليسرى فراح يكتب بها ويرسم. لم أعد أتذكر من تلك السيرة غير هذا السطر أو نصف السطر بالأصح: "لقد فقدت الراحة التي تهبني إياها الدموع". نعم لقد فقدت تلك الراحة، فقدتها إلى الأبد ولن تعيدها إلي حتى تضرعات عبد الباسط عبد الصمد. ولما وجدت أم الضحاك المحاربية تقف مثل نطاسيّ لتصف علاج الحب وأمراض أخرى، فتقول: "أو اليأسُ، حتى تذهلَ النفسُ بعدما.. رَجتْ طمعاً واليأسُ عونٌ على الصبرِ"، قلت هو اليأس إذن.  الحقيقة أنني أراوغ حتى لا أبدو مثل عبد الوهاب حين زعم في إحدى أغنياته أنه لا يشكو ولا يبكي تحت أي ظرف، إذ أن التغني بذلك، بكاء وشكوى في حد ذاته. وقد علمت منذ زمن أنْ ليس في البشر أقوياء،