المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٧

الغريبان - عبدالله ناصر

صورة
3 لم يكن ذلك الخصام الأخير يشبه خصامهما التافه وشبه اليومي، الذي ينتهي حالما يقف أحدهما قبالة الصور المعلقة على الحائط. تتدخل الذكريات الحلوة بالعادة أو يهمّ الرجل بالخروج متجهماً وينسى أن يزرر قميصه فتقطع امرأته الصمت بنبرةٍ ساخطة وتلفت انتباهه فيدّعي أنه يعرف ذلك ويصفع الباب. تقول في سرّها: " أحمق " ويخمّن أنها تقول تلك الكلمة تحديداً، ولا يجد بداّ من موافقتها فهو أحمقٌ بالفعل، يزرر قميصه ويضحك وحين يعود إلى البيت يجد الخصام قد انتقل إلى بيتٍ آخر. لقد افترقا هذه المرة، وأدار كل  منهما ظهره للآخر مرةً أخيرة وإلى الأبد. غرس كل منهما مديته في خاصرة الآخر بكراهيةٍ تفوق محبتهما القديمة، وأخذا يتلذذان بتحطيم بعضهما البعض حتى تهشما تماماً ولم يبق غير الركام. افترقا بأقدامٍ حافية لا تخاف المشي على شظايا الآخر ولو كانت من زجاج. كان فراقاً أبدياً أو هكذا بدا لهما وللآخرين، ولكنهما عادا إلى بعضهما البعض كما يعود أحدهم متوسلاً رب عمله كي يعيده إلى وظيفته التي ركلها بقدميه. قال البعض إن عودتهما تشبه عودة الطلقاء إلى السجن، وقال البعض الآخر إنهما عاجزان عن السعادة المنفردة أو