المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٢

طريق الدمام - الرياض السريع

صورة
لو كان لحياتي طريق لما كان غير طريق الدمام الرياض السريع. قطعتهُ أول مرة وأنا في ظهر الغيب، ثم في ظهر أبي، فبطن أمي، فيديها، فالكرسي الخلفي، فالأمامي، فكرسي السائق. قطعتهُ خاطراً، وأملاً، وجنيناً، وطفلاً، ورجلاً. يبلغ طوله قرابة الأربعمائة كيلومتر، وإن كان لا ينتهي في العاصمة إذ يمضي بعدها الطريق رقم ٤٠ حوالي ألف كيلومتر فيجتاب الفلاة بعد الفلاة ويشج الآكام حتى يقطع المملكة بالعرض واصلاً شرقها بغربها. ثلاث مسارات في كل اتجاه، رُصِفت بالحصى والإسفلت وأغاني محمد عبده، يخاصرها السياج واللوائح الكيلومترية الزرقاء وكاميرات السرعة. أسافر مع عمود الصبح -وعمود الصبح أول نورٍ من الفجر- فالطريق في النهار غير الطريق في الليل إذ لطالما وحّد الظلامُ الطرقَ وفرّقها النور. أملأ سيارتي بالوقود في الليل ولو كانت ناقة لمنعتها الماء بضعة أيام كما كانت تفعل العرب ثم أطلقتها لترِد من شدة العطش ما يعينها على مسيرة أربع ليال إذ لن تشرب بعدها إلا من عين آثال في صحراء الدهناء. أقطع بسيارتي الطريق في ثلاث ساعات فلا أتوقف أبداً امتثالاً للحكمة التي تقول إن: "المسافر عليل ودواه السفر". كنت في العاشرة حي