المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٠

كانت تعيسة - خوان خوسيه ميّاس

صورة
عندما كنت صغيرة، في سنوات طفولتي المبكرة تحديداً، أدركت بأن البشر يمتلكون موهبة الشقاء أكثر من امتلاكهم موهبة السعادة. لذا كان يروق لي منظر الرجال والنساء وهم يكافحون في شبابهم لبناء مستقبلٍ سعيد. وعندما يأتي المستقبل بكل عفوية يكون خالياً من البهجة وغنياً بالبؤس، مما يجعلهم يسقطون في كآبةٍ عميقة، وبما أنهم قد هيّئوا أنفسهم للسعادة لم يعد بوسعهم التعامل مع الشقاء. كان والداي تعيسين جداً، لا يتبادلان أي عاطفة على الإطلاق، ويتجادلان طوال الوقت حول الأمور التافهة. لا زالت بعض مشاجراتهما محفورة في ذاكرتي.  "يوماً ما سأقتل نفسي." كانت والدتي تقولها مسحوقةً تحت وطأة المشاكل العائلية وبكاء أخويّ الصغيرين.  "حسناً، أخبريني في أي يوم؟" وتابع بكل ازدراء "في الأسبوع القادم عندي رحلة عمل وسأكون بعيداً عن المنزل ابتداءً من يوم الاثنين حتى الخميس." "لقد أنهكَتني تلبية حاجاتك، سأختار اليوم الذي يلائمني ولا يمكنك التكهن به". "لماذا لا يكون الجمعة؟ عندما تزورنا والدتك فتعتني بالأطفال." "أكره أن تسدي لي والدتي معروفاً."

ست قصص قصيرة جداً لإنريكي اندرسن امبرت

صورة
-١- "إبتهِج! لقد تحققت أمنيتك! ستكتب أجمل القصص في العالم، ولكن لن يقرأها أحد". -٢- أفرغ الرجل مسدسه في عدوه البشع. خمس طلقات. ضغط الزناد مع ذلك مرةً أخرى. بدا عاجزاً عند سماعه لسلاحه الفارغ. والآن، وحيداً مع الجثة هاهو يشعر بالخوف. -٣- أخبرته بأنني لا أؤمن بالملائكة.  أجاب: "لأنه ليس لديك ملاكٌ حارس، أما أنا فعندي". التفتَ وراح يأمر شخصاً غير مرئي: "إصبعك يا رازيل".  ثم خلع قبعته وتركها معلقةً في الهواء. -٤- فشل ناثانيل في أن يكون كاتباً وقرر أن ينتحر. عبأ مسدسه وتركه بجانبه على الطاولة، وبدأ في كتابة رسالة الوداع. طالت الرسالة، وأشرقت وتنفست وعاشت. إنها تحفة، التحفة التي لطالما تاق إليها! ولكي ينشرها لم ينتحر ناثانيل. -٥- باح روبرت بسرٍ لباسيل، فوعده باسيل بعد سماعه أن يبقى صامتاً مثل قبر، وهكذا نشأت بينهما صداقةٌ عظيمة. ومنذ تلك اللحظة صارا معاً على الدوام. يتحدث روبرت وينصت إليه باسيل. ومع الوقت، صار باسيل أكثر صمتاً وتجويفاً. وفي أحد الأيام، انتبه روبرت بشيء من القرف أن باسيل قبرٌ في الواقع، وأن عينيه المفتوحتين م