ست قصص قصيرة جداً لإنريكي اندرسن امبرت



-١-
"إبتهِج! لقد تحققت أمنيتك! ستكتب أجمل القصص في العالم، ولكن لن يقرأها أحد".

-٢-
أفرغ الرجل مسدسه في عدوه البشع. خمس طلقات. ضغط الزناد مع ذلك مرةً أخرى. بدا عاجزاً عند سماعه لسلاحه الفارغ. والآن، وحيداً مع الجثة هاهو يشعر بالخوف.

-٣-
أخبرته بأنني لا أؤمن بالملائكة. 
أجاب: "لأنه ليس لديك ملاكٌ حارس، أما أنا فعندي". التفتَ وراح يأمر شخصاً غير مرئي: "إصبعك يا رازيل". 
ثم خلع قبعته وتركها معلقةً في الهواء.

-٤-
فشل ناثانيل في أن يكون كاتباً وقرر أن ينتحر. عبأ مسدسه وتركه بجانبه على الطاولة، وبدأ في كتابة رسالة الوداع. طالت الرسالة، وأشرقت وتنفست وعاشت. إنها تحفة، التحفة التي لطالما تاق إليها! ولكي ينشرها لم ينتحر ناثانيل.

-٥-
باح روبرت بسرٍ لباسيل، فوعده باسيل بعد سماعه أن يبقى صامتاً مثل قبر، وهكذا نشأت بينهما صداقةٌ عظيمة. ومنذ تلك اللحظة صارا معاً على الدوام. يتحدث روبرت وينصت إليه باسيل. ومع الوقت، صار باسيل أكثر صمتاً وتجويفاً. وفي أحد الأيام، انتبه روبرت بشيء من القرف أن باسيل قبرٌ في الواقع، وأن عينيه المفتوحتين مثل "فلترقد بسلام" على شاهدة القبر تدعوانه ليرتمي في الأسفل.

-٦-
وضع الملاك يده على كتف إنريكي، وأومأ بصمت في إشارة إلى أن وقت الرحيل قد حان. كان من الصعب على إنريكي أن يتأقلم مع فكرة أنه صار ميتاً. راح يتبع خطوات الملاك بينما يلامس بعينيه أثاث غرفته للمرة الأخيرة. شاهد من خلال النافذة شجرة الجاكرندا التي تفتحت في الفناء، فسأل: "هل ثمة جاكرندا هناك في الأعلى حيث سأذهب؟"
"لا" أجاب الملاك، وأضاف بشيءٍ من العطف بعد أن لمح الشجرة: "حسناً، يمكنك من فوق أن تنظر إلى هذه الجاكرندا ما دامت هناك".


* ترجمة عبدالله ناصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".

في مديح التنورة القصيرة..