المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

الشيخ الذي أراد أن يختبر كروية الأرض..

وقف الشيخ واعتمر قبعته بعدما دسّ في البقجة خمس تفاحات وثلاثة مراهم ثم اتكأ على عصاه والتفت فبدا بلحيته البيضاء الطويلة مثل تولستوي. تنحنح ثم قال إنه سيختبر كروية الأرض بنفسه، فإن كانت كما يزعمون، ما عليه سوى أن يمضي في طريقٍ مستقيم فلا يحيد عنه يمنةً أو يسرة حتى يقطع الأرض كلها فينتهي به المطاف هنا، وأشار بسبابته إلى باب البيت. أوصى ابنه البكر والوحيد أن يعتني بأمه ريثما يعود بالخبر اليقين. قال إنه لن يغيب أكثر من سنة أو سنتين في حال كانت الأرض كروية أما إذا كان الأمر غير ذلك فليرحمه الله. لم يأخذ في الحسبان شيخوخته ولم يتفكر قليلا في الصهد والضواري وقطاع الطرق والجبال والحدود والمحيطات واستحالة الفكرة من الأساس بل وسخافتها، بدا مثل حاجٍ لا همّ له إلا أن يتطهر.  كانت العجوز تعجن كعادتها كل صباح، وتنصت ضاحكة إلى أن جاء ابنها يتألم معلنًا أن أباه قد جُن. قالت مؤكدة: "منذ أمدٍ بعيد، بل أظنه وُلِد مجنونًا" وراحت تحدثه عما قاست من أبيه طوال تلك العقود وكيف تكتمت على جنونه مخافة أن تشمت بها الجارات، ويشمت أبناؤهن بولدها، ثم أخذت تسأل الله أن يحفظ شبابه وعقله. وحين رأت أن اب