المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

أرق وقصص أخرى ..

صورة
( أرق ) لا ينام. يقع الأرق على جانبه الأيمن موزعاً بالتساوي على الطاولة الصغيرة والأباجورة فوقها وكوب الماء والكتب والنظارة والستائر. أما على الجانب الأيسر فمن السهل أن ينزلق في النوم لولا أن الكوابيس تنام في الجهة نفسها، ومن المتوقع أن يسطو أحدهم عليه للمرة الألف في كابوسه شبه الليلي فيصرخ مستنجداً بأخيه أو بسلاحه ولا أحد منهما يقيم في شقته.  وعندما ينام على ظهره يكدس الآلام والتشنجات في مرطبان الرقبة، أو يحدق لوقتٍ طويلٍ في السقف فيوسوس بأنه سيهوي في أي لحظة فيبقر بطنه الستلايت، ذلك  الضبع المعدني الذي ما انفك يفسد حياته بالأخبار العاجلة.  أما النوم على البطن فلا يليق برجلٍ يحترم نفسه ويفضّل عليه كل ما سبق لأن منظره يوحي بسيدٍ يهجم على الخادمة فوق البلاط البرتقالي للمطبخ فيطؤها دون موافقتها بمجرد أن تزور زوجته والديها. جرب أن ينام جالساً على الكرسي كأنه على متن قطارٍ أو طائرة، لكن سؤالاً حال بينه وبين النوم: متى سيصل؟ ( وصفة طبية للندم ) يندم كل يومٍ ثلاث مرات، ثلاث فقط، لا أكثر ولا أقل. لا يعني هذا ألا يسمح لنفسه بأكثر من ثلاثة أخطاء في اليوم الواح

ثلاث قصص قصيرة..

صورة
-1-  لا بد أن مكروهاً أصاب الطائر. مر يومان على غيابه، ولا أدري إن كان سيعود هذه المرة أم لا. ما كنا نفترق إلا عندما ينصرف أحدنا لشؤونه الخاصة، بل لقد كان يرافقني خفيةً إلى العمل. كنت عشّاً للطائر، ولولا أن الأعشاش لا يجب أن تطير لحلّقتُ بحثاً عنه. كان كتوماً، ربما أحببته لهذا السبب تحديداً، لا يشدو كالكناري، ولكن يطنُّ فقط، كم أفتقد إلى طنينه. وإذا كان الأثرياء يربّون الخيول، ويدلل الأقل منهم ثراءً القطط والكلاب، قلتُ لماذا لا أربّي هذه الذبابة؟ سخرتْ زوجتي كعادتها:   - " وكيف تعرف أنها  الذبابة نفسها؟ " - " لأنها لا تحطّ إلا هنا " وأشرت إلى الجهة اليسرى من رأسي. - " حسناً، لا مانع عندي، لكن تذكر أن الذباب لا يعيش أكثر من ثلاثة أسابيع."  ياللطيور التعيسة! صرت أبلل تلك البقعة من شعري حتى أسقي الذبابة بل لقد حذرت الحلاق من الاقتراب منها.  لو كنت فقط أنصتُ جيداً إلى طنينها لربما علمت أين هي الآن، ربما وجدتْ عشّاً آخر، تقول زوجتي. أشك أحياناً أنها قتلت الطائر كما قتلت غالا أرنب دالي. -2- أقول لك ببساطة إ