المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

وداعاً أيتها البويضة - غابرييلا وينر

صورة
في هذه اللحظة تحديداً ينمو طفلي في أحشاء امرأةٍ مجهولة. لا بد من طريقةٍ أخرى للحديث عنه. إنه ليس طفلي في العُرف، وإن حَمَلَ كل معلوماتي الوراثية. أسماه الأطباء "بويضة" بينما كنت أمضي في إجراءات التبرع. آخر ما سمعته عن البويضة إنها قد تحولت إلى جنين بعدما التفّت في أنبوب اختبار مع السائل المنوي لرجلٍ لن أنام معه أبداً، زوج المرأة المجهولة، أو ربما ليس زوجها. ثم نصبت البويضة مخيماً بداخل تلك المرأة المجهولة، حيث المكان قطعاً دافئ ومريح. قبل نصف سنة تقريباً، ذهبتُ لأتبرع لإحدى العيادات الخاصة للمساعدة على الإنجاب في برشلونة، متبعةً تعليمات النسوة اللاتي التقيتهن لكتابة مقال حول التبرع بالبويضات. كنّ جميعاً شابات من أمريكا اللاتينية مثلي. قدِمن للدراسة في أسبانيا، وعمِلن في وظائف مؤقتة، نادلات أو في توزيع المنشورات. وقد علِم أكثرهن عن التبرع عبر الملصقات التي راحت تعلقها العيادات في أكثر من جامعة لجذب المتعلمات، وأغوتهنّ التسعمائة يورو الجذابة التي كُتِبتْ باللون الأحمر أسفل الملصق. قررتُ أن أخضع لإجراءات التبرع، وهكذا قصدت عيادةً في حيٍّ راقٍ وفخم. ما إن لمحتني الطبيبة حتى صافحت

كارلوس..

صورة
  في سنّ العاشرة كان كارلوس عندي هو باتمان وسبايدرمان وسوبرمان وعابر الجدران في قصة مارسيل إيميه والكونت مونت كريستو وإن لم يهرب أبداً من السجن.  كنت في ذلك السنّ قد شُخِّصت بقصر النظر، هذا التشخيص الأقرب إلى شتيمة. كانت المناظر تموج في عينيّ كما تموج لعينٍ اغرورقت بالدموع، أو كما تموج الألوان في لوحات مونيه. لعله هو الآخر كان مصاباً بقصر النظر وما كان ليبرز أسلوبه الفاتن لو لم يكن كذلك! والحال نفسه مع سيزان. لقد ذهبت بعض الدراسات والبحوث الفنية إلى أن معظم رواد الانطباعية كانوا في الأصل يشكون من قصر النظر. زعموا أيضاً أن الاستجماتزما وحدها هي ما دفعت الغريكو ليرسم الوجوه عمودياً باستطالة بارزة. آه من حسد النقاد، وقد كشفتهم وردة على حقيقتهم في أغنيتها "لولا الملامة" حين قالت إنهم زينا عاشقين لكن خايفين لايمين تانيين.  على كل حال، لم أكن رساماً وقد انتهت الانطباعية منذ زمن بعيد، وما كان ليعزيني في النظارة الجديدة غير خبرٍ في الجريدة لرجلٍ يضع نظارة سوداء يدعى كارلوس الإرهابي أو الثعلب أو المناضل أو الجاسوس أو العميل أو العميل المزدوج أو القاتل المأجور. كان الخبر يستعرض حادثة إ