المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٦

الخروف الأسود - إيتالو كالڤينو

صورة
كانت هناك بلدة جميع سكانها من اللصوص. وفي الليل، يغادر الجميع منازلهم بالمفاتيح - التي تفتح مختلف الأقفال - والفوانيس للسطو على منازل الجيران، ليعودوا محمّلين في الفجر فيجدوا منازلهم قد تعرضت للسرقة. وهكذا عاش كل فردٍ سعيداً مع الآخرين، إذ لم يخسر أحدهم بما أنه يسرق شخصاً آخر، وذلك الشخص الآخر يقوم أيضاً بسرقة شخصٍ آخر وهكذا حتى آخر رجلٍ يقدم بدوره على سرقة الأول. لم يخلُ هذا التبادل التجاري من الغش من طرف البائع والمشتري. كانت الحكومة عبارة عن مؤسسة مجرمة تسرق مواطنيها، أما المواطنون فكانوا شغوفون فقط في خداعها، لذا مضت الحياة بسلاسة، لا وجود لثريٍ ولا لفقير. وفي أحد الأيام لا ندري كيف جاء أحد الشرفاء للعيش في هذا المكان. وعوضاً عن الخروج في الليل بشوالهِ وفانوسهِ كان يفضّل البقاء في بيته لكي يدخن ويقرأ الروايات. وعندما أتى اللصوص إلى منزله كان مضاءً فلم يتمكنوا من الدخول. وبعد مضي فترة من الزمن اضطروا إلى أن يوضحوا له أنه حتى وإن لم يشأ أن يعمل شيئاً فليس من حقه أن يعيق الآخرين عن العمل. إن كل ليلةٍ يقضيها في بيته تعني أن هناك عائلة لن تجد ما تأكله في اليوم التالي. لم يستط