المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٨

البنادق وحمالات الصدر

صورة
كانت الحياة حلوة حتى انتبه الإنسان إلى عجزه عن الطيران. كلما حام طائرٌ في الهواء أخذ يقفز خلفه فلم يعرف من الطيران غير السقوط. كانت ساقاه تهوي إلى الأرض كلما رفعها، وللأمانة فقد كانت أكثر نفعاً على الأرض. تقفُ وتمشي وتعدو وتركب الحصان والنخلة والجبل.  كلما غردت العصافير أو نعبت الغربان ظنّ الإنسان أنها تسخر من ساقيه العاجزتين وكتفيه المشعرتين بلا أجنحة فعاد تعيساً رغم كونه يعيش تلك الأيام أزهى عصوره الغرامية حتى بلغت السعادة بالرجل أن يتوقف عن اختلاس النظر إلى مؤخرة جارته كلما سنحت الفرصة. بل لقد كانت قدم المرأة على قدم زوجها حرفياً لأنه كان يحمل نهديها أينما ذهبت. لم تُعرف في ذلك الزمن الجميل حمالات الصدر حتى جُنَّ أحد الحمقى واخترع جناحاً أسماهُ " بندقية ". لم تساعده على الطيران بالطبع لكنها أوقفت الطيور عند حدّها. انشغل الرجل بجناحه المشؤوم وترك نهدي زوجته يرعيان في الهواء الطلق حتى استثارا شهامة رجلٍ أرمل بادر إلى حملِهما براحتيه. مرّ الزوج ببندقيته فراعهُ ما رأى وأطلق النار في الحال على راحتي الأرمل فتناثرت أصابعه على الرمل. فقد الرجال عقولهم واخترعوا مزيداً من

٢٤ ساعة في بروكسل

صورة
أكتب في القطار عائداً إلى لندن بينما نعبر الحدود الفرنسية، كانت بروكسل باردة جداً وإن كان أهلها على العكس من ذلك فهم يحتفون بالكسل على الطريقة ا لفرنسية ويُقبِلونَ على البيرة منذ الصباح الباكر - شاهدت أحدهم يكرعها بالصحة والعافية في التاسعة صباحاً وربما بدأ مبكراً قبل خروجي من الفندق - كما أنهم يتبادلون القبلات القصيرة والطويلة، والجافة والرطبة، والتقليدية والحداثية، والعاطفية والشهوانية، والعادية والفانتازية في الأماكن العامة - ربما أكثر من الخاصة - بشكلٍ أكبر من الانجليز. وتؤكد صحة ذلك عشرات الكاتدرائيات المهجورة من قبل البروكسليين الآثمين وحتى كاميرات السياح وربما الرهبان والكهنة أيضاً. الناس هنا يؤمنون بالشوكولاته والوافل والبيرة والكوميك والأنتيك ويتنسكون فقط في تلك الحانات والمتاجر. وقد تعرضت لخدعة أو لنقل مقلب عندما قطعت تذكرة دخول متحف البيرة البلجيكية وما إن خطوت خطوةً واحدة حتى انتهى المتحف. لا شيء سوى بعض الأخشاب ورائحة الجعة التي ترافقني بعد ذلك في كل مكان وشاشة صغيرة تعرض فيلماً وثائقياً أو هكذا أتصور لأنني لم أنظر إليها إذ دعاني النادل ليقدم لي كأساً مجانية تقوم م