عن الخيال: أول ألعاب الطفولة.
نمت مبكرا قبل رأس السنة. شددت اللحاف فلم يظهر مني إلا ما يظهر من رأس التمساح في النهر. أقفلت الباب خوفاً من اللصوص، والشبّاك خوفاً من الإنفلونزا، والأنوار خوفاً من فاتورة الكهرباء، والفرن خوفاً من الغاز، وعينيّ خوفاً من مخاوف جديدة. زرت قبلها أمي، رأس الحياة نفسها. قلت ممازحاً ألا تستطيعين يا أمي أن تتذكري عنوان أمارا؟ قالت دعني أتذكر أولاً من تكون أمارا. قلت مُربّيتي التايلندية. أريد أن أرسل لها هدية بمناسبة السنة الجديدة. ضحكت أمي -وما سألتها إلا لتضحك- قالت من تظن نفسك؟ لقد جاءت لتساعدني في أعمال المنزل حينما مرضت ولم تقم معنا أكثر من شهرين. كانت العاملة الوحيدة التي جاءتنا بحقيبة كبيرة ليس فيها غير المكياج. لم تخدم في البيوت من قبل، إنما جاءت لتجمع ثمن التذكرة إلى أمريكا لتشارك في مسابقات الجمال. لقد كانت مربيتي ملكة جمال إذاَ. غضبت أمي هذه المرة، وسخرت قائلة: صحيح لكنها لم تكن مربية فحسب بل لقد أنجبتك أيضا وتركتك عندنا. ضحكتُ هنا بصوت عال وتذكرت قدرتي اللئيمة على تحوير القصص بتعديل صغير في الشخصيات والأحداث يجعلها تختلف تماما عن أصلها. ما يزال ابن خالي يمتعض من افتراءاتي الق...