الرجل الذي اعتاد أن يقول له الناس: لا - جيورجيو مانقانيللي






ينتظر الشاب أن تضيء إشارة المشاة ليقطع الشارع في طريقه إلى منزل امرأةٍ ينوي التقدم لها، راجياً أن يُرفض. لطالما كان جيداً في دفع الناس إلى قول " لا " وفي العيش عموماً في محيط رفضٍ دائم. وعندما يُقبل عرضه في حالاتٍ قليلة، يبدو قادراً على إثارة فوضى مروعة. من حيث المبدأ، كان يتوقف عن لقاء امرأةٍ أجابت ب " نعم ". في الحقيقة، لم يكن حتى يحب تلك المرأة التي ينوي بطريقةٍ ما أن يعرض عليها الزواج، ولكنه يفترض بأنها تتوقع منه ذلك، وليس بمقدوره أن يعصي رغبة امرأةٍ - وإن أخفتها على نحوٍ صارم - لا ينكر إعجابه بها. هل كان ذلك الشاب، الذي من الممكن أن يعشق تلك المرأة، سينفر بشكلٍ أقل فيما لو قالت " نعم ". هو يفترض بطريقةٍ ذكوريةٍ وصريحة - وإن لم تسنح له الفرصة لتجربة تلك الطريقة الذكورية والصريحة - ولكنه في الحقيقة وبشكلٍ غير طائش على يقينٍ بأن النهاية ستكون على أية حال " لا "، وبأنه يجب على تلك المرأة أن تتمرن على حقها في الرفض، بالإضافة إلى رغبته الواضحة في أن يكون الجواب " لا " لترضي معاً - رغبة المرأة ورغبته الأكثر حميمة في أن يقال بأنه لطالما تجنب الوقوع في الحب -. كان انطباعه صائباً حول اختيار تلك المرأة: وديعة، لطيفة، جميلة وتخشى ألا تكون كذلك، من المؤكد بأنها سترفضه بلباقة. ستقول بأنها تشعر بالإطراء أو ستقول شيئاً نبيلاً ورفيعاً وتحدثه عن الصداقة أو ربما تعترف بأن قلبها يميل إلى رجلٍ آخر. باختصار، سوف لن تعقّد مأموريته في التقدم إليها، لأنه في النهاية يقوم بكل هذا في الأساس ليسعدها. يتمنى من كل قلبه ألا يقع في فخٍ من سوء التفاهم المؤلم، ذلك أن الخبرة قد علمته بأن " نعم " هي ببساطة " لا " احتياطية، هي لاءان متناغمتان بلا أذى وبشكلٍ مريح بدلاً من " لا ". مليئاً بالثقة، يقطع الشارع الآن كما لو أنه لا يقود نفسه إلى حياةٍ جديدة.


* ترجمة بتصرف.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".

في مديح التنورة القصيرة..