ثلاث قصص قصيرة جداً - انريكي اندرسون امبرت




  السجين

عندما أُلقيَ لويس أوغوستو بيانكي في الزنزانة، استغرق بضعة أيام حتى اكتشف أن بمقدوره التحلل إلى هواء والهرب مثل نسمةٍ بين القضبان ثم استعادة جسده في الجانب الآخر، والتسكع في الطرقات مزاولاً حياته كالعادة. كان ثمة عائق وحيد يتمثل في الحراس الذين يقومون بتفتيش الزنزانة. كان على بيانكي أن يترك كل شيء ويعود في طرفة عين محافظاً على صورة السجين. تلك مسألة ضمير! فلو تغافل السجانون لأصبح بيانكي حراً في الحقيقة. كان قد أعد جدولاً زمنياً لجولات الحراس حتى يتمكن من التسكع في المدينة خلال الساعات الأكثر - أو حتى الأقل - أماناً بلا خوفٍ من المقاطعة. كان بوده لو قضى الليل بطوله في الخارج على الرغم من كونهم قد اعتادوا على القيام بجولات مفاجئة في السجن. فقد اضطر أكثر من مرة إلى التحلل من ذراعي امرأة ما إن يشعر بهم وهم يفتحون الزنزانة. لم يكن راضياً على الإطلاق. أخذ يتخلى شيئاً فشيئاً عن قدرته على التبخر وآثر في النهاية البقاء في السجن.



  غيرة 

صَحَتْ إيليسا وهي تتعذب من الغيرة، كانت تحلم أن زوجها يغازل امرأةً أخرى، وما عذبها مثل شوكةٍ لعينة أنه إذا تجاسر على فعل ذلك في حلمها فما الذي لم يجرؤ عليهِ عندما كان ذلك الحقير وحيداً في أحلامه.



  البواب

كان على غوستاف الدخول إلى القصر لأمرٍ طارئ، لولا أن البواب استوقفه وأمره بالانتظار. جلس غوستاف قبالة الحارس وانتظر. وفي غضون ذلك، دخل أناس وخرجوا، دخلوا وخرجوا، بينما يبتسمون ويلقون التحية على البواب. تساءل غوستاف على استحياء: " وأنا؟ "
- " ليس بعد. "
انتظر غوستاف لأسابيع ولشهور. وفي أحد الأيام، طلب منه البواب أن يقف لدقائق بدلاً منه، ثم عاد بعد قليل. وفي يومٍ آخر، كرر البواب طلبه ولكنه غاب هذه المرة ولم يعد أبداً. أخذ غوستاف ينتظره لأسابيع ولشهور. بدأ الناس الذين يدخلون ويخرجون في تحيته مبتسمين بألفةٍ متزايدة.
أدرك حينئذ غوستاف بأنه قد صار البواب، ولكن لم يكن متيقناً بعد ما إذا كان عليه السماح لنفسه بالدخول إلى القصر، حيث ما يزال بحاجةٍ إلى أن يعتني بذلك الأمر الطارئ.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".

في مديح التنورة القصيرة..