نيكروفيليا



الخلاصة أنها لم تكن يومًا له، وإن تزوجها، أما التفاصيل فما قيمتها الآن.

على كل حال، لا بد أولًا من الإشارة إلى أن الرجل انتبه في صباه فأدرك، ثم سعى في شبابه فأدرك. هكذا نشأ حتى علّم بالحرمان نفسه ما لن يُعلمه أحد. لطالما كان ثور نفسه، يقوده فيحرثها. بذل ما بوسعه، وصادفَ أن الدنيا أيضًا بذلت ما بوسعها. أما زوجته فعلى العكس منه تماما، لم يعنِها كل هذا. ظنّ أنه سيصِلها بالزمن والمحبة، وقد أخطأ، إذ تساوى عندها أن تحطّ على سُرّتها قُبلةٌ أو سكين. قال لا بأس وراح يحاول كل يوم فيتقدم مثل حجر شطرنج، لكنها لا ترغب في اللعب. أحجارها ثابتة منذ اليوم الأول. نعم، لقد أطاعته لكن طاعة أسيرٍ ملؤها الضعف والاحتقار. فاتهُ أنها وإن فتحت ساقيها مرارًا لم تفتح له ذراعيها أبدا. في الفِراش تبدو مثل أوفيليا كما رسمها بالضبط جون ايفرت ميليه. تطفو ميتة مثل لوحٍ أبيض. تنقصها الزهور فقط، وبكاء الملكة حين تنثر الزهور وهي تتساءل بأسى كيف ظنت أنها ستنثرها في العرس لا في المقبرة. هذا السكون أفقده عقله لذا راح يتعمد إيلامها حتى تبدي علامةً على الحياة. أنّة أو رمشة على الأقل. أبت إلا أن تهمد تحته كجثة حتى توقف لأول مرة من تلقاء نفسه، ونهضت كعادتها لتستحم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".

في مديح التنورة القصيرة..