خمس قصص قصيرة لدان رودز


-طفل-

استمر حملُ حبيبتي أكثر من سنتين حتى قلت لها إن الطبيب ربما كان محقاً حين قال إن الطفل قد لا يأتي. لكنها لم تكن تنصت لي، وهكذا راحت تواظب على شراء الحفاضات والعضاضات والقبعات والقفازات وبعض الألعاب الصغيرة للحضانة. وفي أحد الأيام عدت فوجدتها تحتضن باقةً بين ذراعيها.

- "انظر، ها قد أتى، إنه ولد، وله عيناك".

- "أحسنتِ، تهانينا".

- "تهانينا لك أيضاً، لا يمكنك، في نهاية المطاف، أن تكون أباً كل يوم".

- "فعلاً، لكنكِ في حقيقة الأمر من تحمّل كل العمل الشاق".


-نوم-

باتت حبيبتي تغفو مؤخراً أثناء ممارستنا الجنس. مضطرباً، سألتها ما إذا كان علي أن أغير الطريقة أو أي شيء آخر. فقالت إن كل شيء على ما يرام، وليس علي أن أقلق. لكنها واصلت غفواتها. هززتُها ذات مرة حتى استيقظتْ ورحت أتوسل إليها أن تخبرني ماذا تريد مني أن أفعل. "آه، لن ترغب في معرفة ذلك" وضحِكَتْ. قلتُ إنني أرغب في معرفته أكثر من أن أي شيء آخر في الدنيا، بل لا أفكر في غيره. أشاحت بوجهها وقالت في همس: "لا، طبعاً" كأنها تحدِّث نفسها. "لن ترغب في معرفة ذلك".


-طبيعة-

اكتشفتْ آمبر فجأة مذهب التعري. ولما ذهبنا إلى السوبرماركت راح الناس يحدقون إليها. كانت بارعة الجمال، وكان رجال الأمن خجولين للغاية فلم يطلبوا منها أن تتستر. "حبيبتي" همستُ إليها، "الناس ينظرون". 

"فلينظروا" وأضافت: "ليس عندي ما أخجل منه". ثم هددتْ بأن تتركني هناك ما لم أنضم إليها وأتوقف عن ارتداء الملابس. واستطردتْ: "هذا يخالف الطبيعة". خلعتُ بنطالي فسخِر المتسوقون من ساقيّ الهزيلتين، ثم خلعتُ سروالي الداخلي فراحوا يدلدلون أصابعهم الصغيرة. 


-دعم-

نظّمتْ حبيبتي جماعة دعم بعد أن سئمت من المحاولات اليائسة لعشاقها السابقين في استعادتها. وعندما أخبرتني أنها تحبني كثيراً كصديق فقط أعطتني رقمهم فقصدتهم في الحال. نلتقي كل أسبوع. نجلس في دائرة كبيرة محاولين نسيانها بالحديث عن أشياء أخرى. الأمر ليس سهلا. يبدو أن كل محاولة تعيدنا إلى دفء جسدها العاري بجانبنا في الصباح، أو إلى طريقتها في إبعاد شعرها عن وجهها بينما تدخن.  


-عارية-

لم تفتح مظلة فوونغ ومع ذلك نجت بالرغم من كل شيء. زرتها في المستشفى فوجدتها محاطةً بالجبس من كل جانب ما عدا فمها. سألتها ما الذي خطر على بالها وهي تهوي يائسةً إلى الأرض. فأجابت برقة ومن غير تردد أنها لم تر غير وجه نجمها الإذاعي المفضل. فانتحبتُ وسألتها ما إذا كانت تريد شيئاً قبل أن أغادر من حياتها إلى الأبد. رجتني أن أضع على شفتيها أحمر شفاه من النوع الغالي. قالت إنها تشعر بدونه كما لو أنها عارية.


ترجمة عبدالله ناصر

تعليقات

  1. ياه اتمنى لو أن هذه القصص القصيرة أطول قليلا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدائق السجن

"ألا يا اهل الرياض اول غرامي".

في مديح التنورة القصيرة..